مرحبا انا لمى ! وأم لطفلين مليئين بالطاقة والحيوية: تالا وريبال!
امرأة عربية , فنانة ومهندسة معمارية.. قبل أن أكون أما عملت في مجالات البحث والتدريس والتصميم.. وكانت تحديات الانخراط في المشاريع الهندسية متعة هائلة بالنسبة لي .. الى أن جاءت اللحظة التي أصبحت فيها أما للمرة الأولى !.. هنا تماما أدركت الحجم الهائل للمشروع الذي سأتولى إدارته.. وللصراحة وللوهلة الأولى تملكتني الحيرة والخوف.. أحسست بنوع من قصور المعرفة والخبرة .. فعلى الرغم من تجربتي الجميلة في تدريس الطلاب الجامعيين إلا أن فكرة تكوين شخصية وعقل خام لطفلة صغيرة كانت تحديا كبيرا بالنسبة لي.. نعم فأنا لم أكن يوما من النوع الذي يحب القوالب الجاهزة في الحياة.. كنت أؤمن بأن المرأة عندما تصبح اما فان مهمتها الحقيقية تتمحور حول التفكير في إطعام عقول أطفالها بدلا من إطعام البطون وتلميع مستقبل أولادها بدلا من تنظيف الأطباق والصحون واجراء الحوارات البناءة معهم بدلا من الهائهم بالشاشات الذكية! كنت أتطلع بشدة الى مفهوم الأم العربية الحقيقية التي تقوم بإشباع عقول صغارها وتلميع وصقل شخصياتهم لتجعل منهم أشخاص مبدعين وناجحين يتركون بصمة مميزة في الحياة!
طبعا هذه كانت نظريتي!! ولكن ما أسهل إطلاق الشعارات والمثاليات أمام التطبيق الحقيقي على أرض الواقع! كانت الأمومة منطقة ألغام شبه مجهولة بالنسبة لي!
طبعا هذه كانت نظريتي!! ولكن ما أسهل إطلاق الشعارات والمثاليات أمام التطبيق الحقيقي على أرض الواقع! كانت الأمومة منطقة ألغام شبه مجهولة بالنسبة لي.. اكتشفت أنني أحتاج الكثير من الأدوات والاستراتيجيات المدعمة بالمعرفة والمواكبة للعصر.. كنت أخطئ في كثير من الأحيان ثم أبحث وأقرأ في المراجع المتعلقة بالموضوع ثم أعود لأجرب من جديد.. لم تكن عملية سهلة أبدا.. وفي كثير من الأحيان كدت أحس بالعجز والانهزام.. لولا وجود طاقة المحبة والأمومة التي كانت كالأكسير السحري الذي يمدني بأطنان من الطاقة كلما نظرت الى عيني طفلتي الصغيرة لأرى عوالم لا متناهية من الإصرار والإبداع والتميز..
كنت أتطلع بشدة الى مفهوم الأم العربية الحقيقية التي تقوم بإشباع عقول صغارها وتلميع وصقل شخصياتهم لتجعل منهم أشخاص مبدعين وناجحين يتركون بصمة مميزة في الحياة!
وبالنسبة لي فقد وجدت أن طفلتي هي انسانة كاملة في جسد صغير لذلك فان كل تصرفاتنا وتعاملنا مع أطفالنا كان من مبدأ التعامل مع شخص عاقل.. في الطعام كان الجميع يأكل نفس الوجبة وفي تعلم الكلام لم نبدأ أبدا باستخدام كلام غير مفهوم من منطلق أنها طفلة صغيرة بل كان كلام يشتمل على مفردات غنية وصحيحة! وبدأنا بتعلم العلوم والرياضيات والفنون منذ عمر صغير جدا لأن السنوات الأولى من حياة الطفلة لها تأثير كبير على مسارات نمو دماغها!
عندما أصبحت أما مررت بتجارب شخصية مختلفة:
تجربة الأم العاملة وتحديات الموازنة بين مسؤوليات العائلة والعمل.
تجربة الأمومة كعمل بدوام كامل في المنزل وتحديات تحقيق الموازنة بين تحقيق الذات وبين إدارة شؤون العائلة
تجربة الأمومة في بلاد المغترب وتحديات تربية الأطفال في ظل غياب الهوية والثقافة واللغة والدعم الاجتماعي.
وكان مرورنا كعائلة في كل هذه التحديات بداية سلسلة من الدروس القيمة التي ساهمت في تماسكنا وتعزيز القيم الأساسية في هذه العائلة. في كل يوم كنت مع تالا وريبال نتعلم مهارة جديدة ونكتسب معرفة مهمة..
عضوة مشاركة في ورشات عمل منظمة الأسرة والطفولة في هونغ كونغ ParentTalk
مع طفليّ تعلمت أن المعرفة ليست في الكتب فحسب ..بل بحثنا عنها في الحديقة والبحر ومتجر البقالة
وساحة اللعب! وعلى الرغم من أن المكتبة ومراكز الطفولة والابداع كانت مقصدنا الدائم في العطلات .. الا أننا في معظم الأوقات الأخرى سنجد أنفسنا نتنزه في الطبيعة.. نستنشق الهواء النقي.. نركض.. نمشي.. نتسلق بعض الصخور ونطعم الخبز للبط والأسماك! وعندما نكون في البيت وبعد أن ننتهي من الفروض المدرسية.. نكافئ نفسنا بقطعة من الأيس كريم أو الشوكولا ثم يبدأ وقت التسلية والمتعة ! نقرأ معا أو نلعب بعض الألعاب الجماعية.. أو حتى نتكلم عما يحدث خلال اليوم..
مع طفليّ تعلمت أن المعرفة ليست في الكتب فحسب ..بل بحثنا عنها في الحديقة والبحر ومتجر البقالة وساحة اللعب!
وفي كل يوم كانت نماذج التجريب والخطأ والتحسين هي الوعد الذي قطعته على نفسي يستلزم جهودا كبيرة في البحث والتعلم وكانت حصيلتها مجموعة جميلة من الأبحاث والمقالات والنشاطات التي أحببت أن أشارككم بها هنا في موقع ستيم ماما! وأتمنى من كل قلبي أن تكون ستيماما منصة لكل عائلة عربية ولكل ام عربية مثقفة تطمح لبناء أطفال مبدعين!
ความคิดเห็น